تستطيعون وبمجرد النظر إلى هذه الصورة ملاحظة أن هذا الحجر وغيره من الأحجار التي حوله تحركت لمسافة كبيرة نسبياً. لكن أين الغرابة هنا؟ الغرابة تكمن في أنه لم يقم أحد (إنسان أو حيوان أو أي شيء نعرفه) بتحريك هذه الأحجار التي يتعدى وزنها الـ100 كجم من مكانها، ولم يجد العلماء أي تفسير طبيعي لكيفية تحركها حتى اليوم !!
المكان هو بحيرة جافة في وادي الموت بجبال بانامينت في كاليفورنيا جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وفيه تحدث هذه الظاهرة الجيولوجية الغامضة التي حيرت العلماء لعقود. قد تظنون أن السبب هو الرياح، وهذا ما ظنه البعض في البداية أيضاً، لكن لو كانت الرياح هي السبب لكانت كل الصخور قد تحركت في اتجاه واحد بشكل منتظم، أما ما يحدث فهو أن الصخور التي تكون متراصة بجانب بعضها تتحرك في اتجاهات مختلفة بسرعات مختلفة ولمسافات مختلفة!!
هل تصدقون أن هذه التشكيلات الهندسية الدقيقة هي ظاهرة طبيعية دون أي تدخل من الإنسان؟! يطلق على هذه الصخور اسم الأعمدة البازلتية، وهي أعمدة من الصخور البركانية التي كانت في الأصل عبارة عن حمم بركانية خرجت نتيجة ثوران أحد البراكين، حيث تنتشر هذه الحمم حول البركان حسب اتجاه ميلان الأرض ودرجة لزوجتها، وعندما تبرد تنكمش على نفسها في صورة شقوق هندسية الشكل (خماسية أو سداسية أو سباعية أو …)!
ويظهر هذا الكهف في صورة دائرية منتظمة وتكون جدرانه حادة الانحدار، لذا يعطي للمياه التي تقع فوقه لونا مميزاً عما حولها لأن المياه فيه عميقة ما يجعلها أكثر قتامة مما حولها:
بغض النظر عن مدى الرعب الذي قد تشعر به حينها، ليست هذه السحب مؤشراً على نهاية العالم، بل هي مؤشر لكي تعود إلى المنزل بأقصى سرعة لأنها تدل على قرب حدوث عاصفة أو إعصار!
يظهر الضوء في هذه الظاهرة المدهشة والبديعة على شكل أعمدة منتظمة بطريقة عجيبة، والسبب يكون انعكاس الضوء عن كريستالات الثلج سواء كان قادماً في الأصل من الشمس أو من مصدر صناعي كأعمدة إضاءة في طريق أو غيرها من مصادر الإضاءة الأخرى.